ربط الإنسان القديم الأحجار الكريمة بحياته الاجتماعيّة وحياته الدينية؛ إذ لم يكن لدى الإنسان في العهود القديمة أي تفسير عن ماهيّة تكوين الطبيعة بقواها الخارقة لمثل هذه الأحجار الفريدة والمميزة والرائعة، لذلك اعتبر الإنسان القديم هذه الأحجار مقدّسة، وبعض الشعوب جعلوا من الحجارة الكريمة آلهة يعبدونها كما تُعبد الشمس والقمر والرياح وغيرها من الظواهر الطبيعية التي لا يوجد لديهم أي تفسير منطقي أو علمي لحدوثها في حياتنا، ووجدت أدلّة تشير إلى أنّ بعض الشعوب قديماً شيّدوا المعابد وجعلوا لهذه المعابد كهنة لخدمتها ورعايتها، مثل الأدلّة التي وجدت عند الحضارة البابليّة؛ إذ وجدت عقود بابلية في نهر الفرات تعود إلى ٥٠٠٠ قبل الميلاد، وهذه القلائد البابليّة كانت مصنوعةً من الأصداف والمحار والأوبسيديان، ويعرف الأوبسيديان بأنّه هو عبارة عن صخر بركاني له خصائص الزجاج. وكانت ترتبط الأحجار الكريمة عند الإنسان القديم بالكرم ودفع شر الحسد، كما وجدت أدلّة تشير إلى أن الإنسان منذ ما يقارب ٤٠ ألف عام عرف واستخدم الأحجار الكريمة؛ حيث كان يستخدمها في صناعة الحليّ والعقود والتمائم، وكان يقوم الإنسان منذ القدم بتهذيب هذه الأحجار الكريمة وصقلها جيداً وتلميعها بهدف استخدامها في صناعة الحلي والتمائم والقلائد، بالإضافة إلى أنّ الإنسان في العهود القديمة استخدم الأحجار الكريمة كرؤوس لسهام الصيد بسبب صلابتها ومتانتها٠